ایکنا

IQNA

أشهر علماء المسلمین / 15

"موريس بوکاي" والعلاقة بین العلم والدین

11:04 - January 07, 2023
رمز الخبر: 3489365
طهران ـ إکنا: قام الطبيب الفرنسي الشهير "موريس بوكاي" بدراسة القرآن إلی جانب الکتب السماویة الأخری من منطلق إعتقاده العلاقة بین العلم والدین، وكان ضمن أشهر العلماء الذين ناقشوا بموضوعية العلاقة بين العلوم الحديثة والدين وتوصل إلى أن العلم لا يتناقض أبداً مع الدين.

ووُلد "موريس بوكاي" في 19 يوليو عام 1920م، في مدينة "بون ليفيك (Bon Levick)" الفرنسية، وترعرع تحت رعاية أبوين متمسكين بدينهما.

وكان يعتنق الديانة المسيحية تبعاً لعائلته، إذ بدأ تعليمه في مدرسة كاثوليكية في قريته، وبعد اجتيازه المرحلة الثانوية درس الطب في جامعة باريس في فرنسا، وكان متفوقاً في دراسته وتخرج منها، وكان من أشهر وأذكى الأطباء في فرنسا الحديثة.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية كان بوكاي قد أنهى دراسته بكلية الطب عام 1945م، وبدأ بالعمل كجراح في الأمراض الباطنية، كذلك كان يقوم بالتدريس نتيجة تفوقه ولكن بشكل غير دائم.

وعمل كطبيب شخصي للملك فيصل بن عبد العزيز عندما كان في السعودية، وتواجده في بيئة مسلمة كهذه كان لها دور في دخوله الإسلام فيما بعد، كما كان مهتماً بدراسة الأديان السماوية، وكذلك اهتم بعلم المصريات ودرس اللغة الهيروغليفية.

إنجازات موريس بوكاي

وكان الجراح الأول والعالِم المسؤول عن دراسة مومياء فرعون مصر عندما طلبت فرنسا من مصر في أواخر الثمانينيات مومياء فرعون مصر حتى يقوموا بعدة تجارب وأبحاث، حيث وافقت مصر على إعطاء المومياء إلى فرنسا، وبعد وصول مومياء الفرعون إلى فرنسا نقلوا الجثة إلى مركز الآثار الفرنسي، وبدأ الباحثون وعلماء التشريح بالعمل على دراسة المومياء.

واكتشف الطبيب موريس بوكاي عند دراسته المومياء وتشريحها أن المومياء بقيت كما هي ليس بسبب التحنيط، بل هنالك أمر آخر، لأن التحنيط لا يحفظ الجثة كما هي، إذ توجد جثث محنطة لمصريين آخرين ولكنها لم تكن مثل جثة فرعون مصر.

ومن الجدير بالذكر أنه بعد إجراء البحوث العميقة الخاصة بمومياء الفرعون ذهب إلى مؤتمر طبي في السعودية يجمع قمة من علماء التشريح المسلمين، وعمل دراسات حول العلاقة بين القرآن والحقائق العلمية؛ لتأكيد أن القرآن الكريم لن يتعارض مع أي حقيقة علمية.

مؤلفات موريس بوكاي

وعمل الطبيب موريس بوكاي على دراسة العلاقة بين القرآن الكريم والحقائق العلمية، وخرج بكتاب يحمل اسم "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم"، إذ نال انتشاراً واسعاً حتى أنه تمت الذي ترجم من الفرنسية الى سبع عشرة لغة منها العربية، والإنجليزية، والإندونيسية، والفارسية، والتركية، والألمانية، حيث إنه في عام 1988م منحته الأكاديمية الفرنسية جائزتها في التاريخ.

وتمت ترجمة هذا الکتاب إلی عشرات اللغات وتمت طباعته کثیراً حیث حظی بإهتمام واسع من قبل المسلمین.

وفاة موريس بوكاي

يُذكر أن الطبيب موريس بوكاي تُوفي في فرنسا في يوم 18 من شهر فبراير لعام 1998، وكان من أشهر وأذكى الأطباء في فرنسا الحديثة.

وأول من بدأ بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن الکریم کان الباحث المصري "عبدالرزاق نوفل"، ولکن کانت محاولات الطبیب الکاثولیکي الفرنسي "موریس بوکاي" (Maurice Bucaille) في مطلع العقد الخامس من القرن الميلادي الماضي منطلق الدراسة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الکریم.

وکان يوکاي من رواد دراسة الإعجاز العلمي للقرآن الکریم حیث قام بدراسة مقارنة بین العلم والدین حتی إشتهر توجهه هذا بالـ "بوکايية".

وقام بوکاي في کتابه "القرآن والتوراة والإنجیل" بإثبات التطابق التام بین ما جاء في القرآن الکریم وما جاء به العلم الحدیث ثم یؤکد وحیانیة القرآن الکریم وأنه کتاب من السماء.

وهذه قصة حياة أحد أشهر المستشرقين الغربيين الذي اعتنق الإسلام والتزم بالعدل والإنصاف في كتاباته وأظهر قيمة الإسلام ومكانته للغربيين وأثبت أنه لا فصل بين العلم والدين.

captcha